الأحد، 20 فبراير 2011

القذافي يقصف شعبه بالطائرات.. والمتظاهرون يسقطون هلكوبتر


القذافي يقصف شعبه بالطائرات.. والمتظاهرون يسقطون هلكوبتر
وكالات
استخدم نظام العقيد معمر القذافي الطائرات الهلكوبتر المقاتلة والمدافع والرشاشات الثقيلة لضرب المتظاهرين أمس في مدينة بنغازي شرقي ليبيا. وبحسب شهود عيان ومصادر طبية بالمدينة بلغ عدد القتلى وسط المتظاهرين أكثر من مئتي قتيل، أكّد أحد الكوادر الطبية أن أحدهم قتل بصاروخ. من جانب آخر نقلت قناة "N.B.N." اللبنانية تصريحات لأحد ضباط القوات المسلحة الليبية برتبة عقيد كشف فيها على الهواء مباشرة أن القذافي أنهى دور الجيش الليبي واستخدم المرتزقة لارتكاب المجازر الجماعية في حق المواطنين العزل في بنغازي ومدن ليبية عدة. فيما أكّد المحامي الليبي محمد المغربي أن (200) شخص قتلوا في التظاهرات في بنغازي وحدها. وكانت مصادر طبية من داخل مدينة بنغازي الليبية أعلنت أن نحو 200 شخص قتلوا، وأصيب حوالي 700 في أعنف يوم تشهده المدينة التي تعيش على وقع تظاهرات مناهضة لحكم الزعيم الليبي معمر القذافي. ونقل عن طبيب يعمل في أحد مستشفيات المدينة، بأن المرافق الطبية غير قادرة على التعامل مع العدد الكبير من الجرحى، لأن أغلبهم إصاباتهم خطيرة في النصف العلوي من الجسم، فيما صرح أحد الأطباء بأن 90% من الإصابات في الرأس والرقبة والصدر. ودفعت هذه الأحداث نحو 50 من علماء المسلمين في ليبيا إلى إصدار نداء لقوات الأمن بوقف عمليات القتل كمسلمين، وقال هؤلاء العلماء: "إن هذا نداء عاجل من علماء الدين والمفكرين وزعماء العشائر من طرابلس وبني وليد والزنتان وجادو ومسلاتة ومصراته والزاوية وبلدات وقرى أخرى بالمنطقة الغربية". ابناء القذافي يقودون قوات خاصة ومرتزقة في عملية "تطهير" لمدينة بنغازي الليبية. أشارت العديد من وسائل الإعلام الأوروبية والغربية إلى أن هناك عملية قمع للمتظاهرين في بنغازي، ثان أكبر المدن الليبية، يقودها ابناء الرئيس الليبي معمر القذافي ويشترك فيها مرتزقة أفارقة إلى جانب عناصر القوات الخاصة الليبية. وقالت صحيفة "صنداي تايمز" في عددها الصادر أمس الأحد إن الزعيم الليبي معمر القذافي "أرسل أبناءه لقمع الانتفاضة الشعبية في شرق البلاد" وتخليص الساعدي الذي يتولى قيادة القوات الحكومية في بنغازي محاصر هناك". وأضافت الصحيفة "أن ابن القذافي الأصغر خميس يقود فرق المرتزقة الأفارقة التي تقمع الاحتجاجات السلمية، أما ابنه الآخر معتصم، الذي يرأس جهاز المخابرات الليبي، فيتولى تنسيق العمليات كلها ضد الاحتجاجات". من جهتها ذكرت قناة "سكاي نيوز" إن الوضع في بنغازي يظل بعيداً كل البعد عن الاستقرار والوضوح، حيث تمركزت القوات الموالية للحكم في مجمع عسكري يضم عدة ثكنات عسكرية في المنطقة الشرقية من المدينة، وقالت إن "الجنود خائفون ولا يخرجون من المجمع ويقومون باطلاق النار منه باتجاه أحياء المدينة باستخدام كافة الأسلحة بما فيها الرشاشات الثقيلة". هذا ويسيطر المحتجون على باقي المباني الحكومية. كما أكدت تقارير مختلفة انضمام مجموعات من العسكريين الليبيين إلى جانب المعارضة. وحسب بعض المحللين الأوروبيين فإن نظام العقيد القذافي من الممكن أن يحافظ على نفسه ما دامت السلطات تحكم السيطرة على العاصمة طرابلس. إلا أن إذاعة "بي بي سي" أشارت إلى أن الأحداث الحالية ضربت أسس النظام الحاكم، إذ قاد القذافي الحكم في ليبيا على مدار 40 عاماً اعتماداً على توازن ضعيف بين المركز وبين زعماء القبائل الرئيسية في البلاد، وأضافت الإذاعة أنه "تم الآن الاخلال بهذا التوازن، مما قد يسفر في الفترة القريبة عن اختلال استقرار السلطة الليبية". كانت مدينة بنغازي (1000 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس) أول المدن الليبية التي شهدت انطلاق ثورة الفاتح من سبتمبر 1969م التي أوصلت الملازم أول وقتذاك معمر القذافي إلى سدة الحكم، وها هي ذات المدينة تتصدر اليوم مشهد الاحتجاجات المطالبة بتنحي القذافي ذاته. في يناير عام 1964م نظمت مجموعة من الطلاب في مدينة بنغازي مظاهرة كان الهدف منها إعلان التأييد لمؤتمر قمة عربية كان يعقد في القاهرة، لكن الهتافات في المظاهرة- التي لم يكن مرخصا لها- تحولت إلى انتقاد لتغيب الملك إدريس السنوسي– الذي كان خارج البلاد للعلاج- وتكليف ولي عهده الأمير الحسن بحضور المؤتمر. وحاول رجال الأمن تفريق المظاهرة ثم تصاعد التوتر وانتشر، واستخدمت قوات الأمن الهروات ثم الرصاص الحي لقمع المتظاهرين الذين سقط منهم ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى، ودامت تلك المظاهرات أياما وخلقت جواً من عدم الثقة بين الناس وقوات الأمن، لكن الأهم أنها كانت نواة لشيء أكبر. فبعد أعوام قليلة على تلك الحادثة تشكلت حركة الضباط الوحدويين الأحرار في الجيش الليبي بقيادة الملازم أول معمر القذافي، وقامت بالزحف على مدينة بنغازي لتحتل مبنى الإذاعة، وتحاصر القصر الملكي بقيادة الضابط الخويلدي محمد الحميدي، وتستولى على السلطة في الأول من سبتمبر 1969م، بعد أن سارع ولي العهد وممثل الملك بالتنازل عن الحكم. وكانت قضية سجن بوسليم الواقع في ضواحي طرابلس من أبرز القضايا التي ألبت مشاعر أهالي بنغازي على نظام القذافي. ففي 29 يونيو 1996م قامت قوات خاصة بمداهمة سجن بوسليم، وفتحت النيران على سجناء عزل موقوفين لانتمائهم لجماعات إسلامية، وقتلت نحو 1200 سجين. إسقاط طائرة عمودية و تم التأكد من استقالة اللواء عبد الفتاح يونس، وزير الداخلية والأمن العام، واللواء سليمان محمود، بالإضافة إلى وزير العدل المستشار مصطفى عبد الجليل، احتجاجاً على المذابح الواسعة النطاق، التي شهدتها مناطق شرق ليبيا، وخاصة استخدام مرتزقة لقمع المتظاهرين، ولم يتم التأكد بعد من تقديم ما تبقى من أعضاء ما يسمى بمجلس قيادة الثورة استقالتهم بسبب نفس المبررات. كما أسقط الجنود الموالون للثورة طائرة عمودية كانت تحاول إجلاء ما تبقى من الكتيبة المحاصرة في مطار الأبرق، والتي تضم عدداً من المرتزقة الأفارقة، وحوالي ثلاثين رهينة معظمهم شباب من سكان البيضاء، تم أسرهم خلال المعارك الدموية التي شهدتها المدينة، ولم يعرف بعد مصير خميس القذافي الذي كان على رأس هذه القوات، كما شوهدت طائرات مقاتلة تطير على ارتفاع منخفض في سماء البيضاء، شحات، ودرنة، ولم يعرف بعد ما إذا كانت طائرات تابعة للنظام، أم تابعة لقاعدة جمال عبد الناصر المحررة. الى ذلك أكد الشاعر الليبي سالم العوكلي، مدير بيت درنة الثقافي، سيطرة الأهالي على كل المطارات في المنطقة، وهي مطار الأبرق الذي دمرت مدرجاته، ومطار مرتوبة، ومطار بومبا، الذي وفقا للعوكلي دمر فيه الجنود الليبيون الذين انحازوا للثورة طائر ركاب عسكرية من نوع الليوشن، وعلى متنها عدد من المرتزقة الأفارقة، الذين لم يعرف عددهم بعد، كما أكد العوكلي انحياز قاعدة جمال عبد الناصر الجوية للمتظاهرين، بالإضافة إلى معسكر الدروع بطبرق، ويقوم الجنود بوضع حواجز على الطرق لمنع الحافلات المحملة بالمرتزقة من المرور. قصة المرتزقة ويؤكد العوكلي أن المرتزقة أحضروا من خارج ليبيا بعد نجاح الانتفاضة التونسية، وتم تدريبهم في معسكرات خاصة وإعدادهم لمواجهة أية انتفاضة شعبية محتملة، ويقول إن الأهالي في الجبل الأخضر، وخاصة في مدينة البيضاء قتلوا أعداداً كبيرة منهم، كما أسروا أعداداً أخرى، ومعظمهم من الأفارقة الذين يتحدثون بالفرنسية، ومن بين الأسرى جزائري واحد. وفقاً للعوكلي فالمدينة يسودها الهدوء منذ أن سيطر عليها الأهالي، وأن لجان الشباب تشرف على كل الخدمات والأمن، بالإضافة إلى رجال الشرطة والعسكريين الذين انحازوا إلى الثورة، ويستعد عدد كبير من الشباب إلى السفر إلى بنغازي، للمساهمة في حسم المعركة ضد ما تبقى من أفراد كتيبة الفضيل بوعمر، التي يطوقها الأهالي بالكامل، والذين تمكنوا من اقتحامها والسيطرة عليها بالكامل، كما سيتبرعون بالدماء للمصابين، ويقدمون ما تحتاجه المدينة في هذه الظروف العصيبة. في عددها الصادر أمس الأحد نشرت صحيفة "الديلي تلجراف" البريطانية تقريرًا عن تطورات الأحداث الدموية في ليبيا جاء فيه إن :" القناصة والمدفعية وطائرات القتال العمودية استخدمت ضد المتظاهرين فيما هاجم بلطجية يحملون السيوف والبلطات الأسر في منازلها كل ذلك حتى يسكت القذافي هذه الاحتجاجات". وتضيف الصحيفة في التقرير الذي جاء بعنوان " 140 في مذبحة.. القذافي يرسل قناصة لإسكات الاحتجاجات"، إن جنازة أحد الذين قتلوا في مظاهرات بنغازي تعرضت للقصف مما أسفر عن مقتل 15 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات، وتنقل الصحيفة عن مسؤول طبي قوله إن أحد القتلى توفي إثر الإصابة بصاروخ".

ليست هناك تعليقات: