الأحد، 20 فبراير 2011

لجنة مكافحة الفساد ، ليتها لا تفسد في نفسها

الصفر البــارد.

لجنة مكافحة الفساد ، ليتها لا تفسد في نفسها

استبشرنا خيراً حين أعلن رئيس الجمهورية في بيانه تكوين لجنة لمحاربة الفساد، لكنا نطمع في المزيد في هذا الملف ، وأن تكون اللجنة غير حزبية في المقام الأول ، أي لا تنتمي لأي حزب، وبصفة خاصة لا تنتمي للمؤتمر الوطني ، ويكون لها سلطة تنفيذية ولا يكسر لها أمر حتى من مستويات رجال الصف الأول بالدولة ، بمعنى أن تراجع حتى مستويات أداء وأعمال من مستوى وزير فما دون، دعونا نكون في المقام الأول منصفين وصادقين في تكوين اللجنة، حتى نمكنها من تنفيذ مهامها بما يرضي الله سبحانه وتعالى في المقام الأول ، نريد في اللجنة أطياف مختلفة من المواطنين ، ولا نريد فيها شخصيات لها وضع مالي رفيع أو مناصب إدارية عليا بالدولة أو منتسبين للحزب الحاكم، ولا نريد فيها حتى تمثيل للمعارضة، بعداً وتجنباً للمكايدة السياسية المعهودة، فإذا كانت الدعوة هي دعوة حق أريد بها حق ، وهذا ما نظن بها، فإن تكوين اللجنة هو حجر الزاوية نجاحها في مهماتها المناط لها تنفيذها وفي اعتقادي يكفي أن تفتح اللجنة أبواب مقرها للناس أجمعين ولكل من لديه إثبات أو دليل على بؤرة فساد أن يتقدم للجنة ، بل على اللجنة أن تشجع في حال إثبات الفساد على جهة معينة، يكون لمن أبلغ وقدم الدليل جائزة ونصيب تشجيعي يمنح لمن يقدم معلومات قوية وموثوق بها عن بؤرة فساد، لكن لو تحولت اللجنة لجهة تنظير وبحث وتنقيب فقط بدون سلطة تنفيذية، فإن الجهات المفسدة نفسها لن تهتم بأمر اللجنة ولن تخشاها ولن تخافها ولن ترعبها اللجنة المعنية، أرجو أن لا ينسى من بيده تكوين اللجنة أن يجعل فيها على الأقل شخصان من الصحافة والإعلام، ومن المحامين ومن رجل الشارع العادي العامل البسيط ، ومن المزارعين، ومن السائقين ، ومن الطلاب ، ومن المحاسبين، ومن أصحاب الخبرة في مجالات الصناعة ومن أشخاص برتبة عساكر ليس بينهم من هو برتبة ضابط، لتكون لجنة شعبية لها حق دخول كآفة الدوائر الحكومية والمرافق وبدون مواعيد وبدون تنظيم جدول مواعيد للزيارات، لتكون لجنة حقيقية لمكافحة الفساد ، أتصور فجأة يدخل مزارع إلى وزير معين ويقوم بالتقصي عن المنصرفات الخاصة للوزير أو مستوى استخدام واستغلال مسؤول معين لسلطاته و صرفه فيما لا ينفع من أموال البلاد في مآرب شخصية، فهل نشهد لجنة بهذا المستوى أم أنا أحلم، كسرة ( رمية ) بالدرب التحت يااا السايق الفيااات أثبت التاريخ منذ عهد فرعون، أنه لا يوجد حاكم فاسد بدون هامان مفسد، فإن الحاكم بعد أن يصل إلى أعلى سلطة في الدولة، هو ليس في حاجة لأن يفسد، لكن توجد دوماً بطانة فاسدة ( هامان وجماعته ) وهم البطانة المنتفعة من إزلال الشعوب، والمنتفخة بمال الفساد، تفسد حكم الحاكم أمام الشعب بتصرفاتها مع الشعب ، وتزين للحاكم فعلها الخبيث ، وتبعده عن الطيب، فيجد الحاكم نفسه (مجبراً ) ليكون معهم، أو يعصهم و ينقلب السحر على الساحر، لتسخط الشعوب على الحاكم وكل عمل خبيث من البطانة، تنسبه البطانة للحاكم ولا تنسبه لنفسها، فتنجوا البطانة من سخط الشعوب ويتحمل وزرها الحاكم، فليت لجنة محاربة الفساد لا تفسد نفسها والباقي هين ..

ليست هناك تعليقات: