الأربعاء، 16 مارس 2011

.. بقلم: عبد الله احمد خير السيد
اندثار معالم ثقافيه وتاريخيه بكسلا .. بقلم: عبد الله احمد خير السيدطباعةأرسل إلى صديق
الإثنين, 13 أيلول/سبتمبر 2010 16:59


كانما هو امر مخطط له لتغيير تاريخ المدينه وطمس هويتها . فالقرارات الصادره من ولاه الامر كانت من اكبر الاخطاء التى ترتكب فى حق مدينه كسل اتلك الفارهه الممشوقه القوام التى تحدث الناس عن حسنها وجمالها وكأنها قد اصيبت بعين الحساد . كسلا ما عاد فيها مكان للثقافه او التاريخ او اى رمز حضارى يمكن ان تهتم به اليونسكو . والامم لا تحيا الا بثقافتها واثارها وما نقرأه عن تاريخ الممالك الكبيره والمدن التاريخيه الباقيه حتى اليوم كان نتيجه طبيعيه لمحافظتها على تراثها وارثها وتاريخها . ولم يتبقى فى كسلا سوى القليل من معالم المدينه الحضاريه ويقينى قد تمتد تلك الايادى الاثمه لازاله ما تبقى من رونق كسلا بحجج واهيه وعقيمه .
بدأت الماساه بمصادره نادى كسلا وهو رافد من روافد نادى الخريجيين هولاء الذين صنعوا تاريخ السودان الحديث والذين جالدوا المستعمر الانجليزى حتى اضطر للفرار . كان هذا النادى هو قبله المثقفين من ابناء كسلا حيث كانت ندواتهم العلميه والادبيه فى هذا النادى يلتقى فيه الاطباء والمهندسين ووجهاء المدينه يلتقى فيه كبار رجال الخدمه المدنيه والعسكريه لقضاء وقت جميل فى النقاش لكل ما يهم امر كسلا . وخاف
البعض من مغتالى الثقافه والمثقف فصدر قرار بنزع النادى وتحويله الى
كليه للمجتمع ( وما ادراك ما كليه المجتمع ) لقد كان المرحوم البروفيسر عبد الله الطيب يلقى محاضراته بهذا النادى وكان الشعراء محمد عثمان جرتلى وعلى صالح داؤود وحسان ابو عاقله واحمد ابو عاقله والطاهر عبد الكريم ومبارك حسن ازرق وغيرهم من رواد نادى كسلا ...وخاف هولاء ان يتحول هذا التجمع الثقافى الى تجمع سياسى لاحداث انقلاب _ وهل يعقل ان تنقلب من كسلا _ ولهذا صادروا النادى . ما ابخس الثقافه فى كسلا .
ومن من اهل كسلا لا يتذكر السينما الشرقيه ذلك المبنى المتفرد فى شكله والذى جمع بين ثقافات عده فى فن البناء والتشييد ففيه طعم الثقافه التركيه والمصريه ممزوجه بالطعم السودانى . وصدر ايضا القرار بازاله السينما بحجه ان عقدها لم يتم تجديده تناسى اصحاب القرار ان السينما الشرقيه جزء من تاريخ كسلا وثقافتها يوم ان لعبت السينما دور كبير فى نشر الثقافه . تناسى هولاء ان السينما الشرقيه اثر خالد من اثار كسلا . تناسو انها تمثل حقبه تاريخيه يجب ان تظل واقفه شامخه بل يجب عليهم دعمها بكل السبل . ولكن لم ينظروا الا تحت اقدامهم . ارسلوا البلدوزرات وفى لحظات اختفت سينما كسلا الشرقيه . رحم الله مؤسسها يوسف صدقى السيوفى وادارتها كانت تتم بواسطه ابنه اسلام يوسف ثم يحيى يوسف صدقى السيوفى عليهم الرحمه فقد رحلت سينما كسلا الشرقيه معهم . ومن ما يؤسف له اتدرون ماذا يقوم بموقعها اليوم . .... صدقوا او لا تصدقوا يوجد بالموقع
(مورده) لبيع الفحم والحطب ومربط للدواب خاصه الحمير ومكان لبيع البرسيم ..... امه لا تحترم حضارتها غير جديره بالحياه و ولاه لا تذكرهم الا بالشر نبرأ منهم ..... وليت اليونسكو كانت على علم بالامر لاصبحت سينما كسلا الشرقيه من اهم ملامح المدينه السياحيه ..... وويلنا من حكم الجهلاء .
وقبل هذا وذاك تم اغتيال متحف الشرق بكسلا هذا المتحف الذى بذلت فيه اللجنه المكلفه بجمع مقتنياته الكثير من الزمن . فقد طافت اللجنه مدن بورتسودان وطوكر وسواكن وجبيت وسنكات وكسلا واروما وحلفا الجديده والشواك والقضارف ودوكه وقلع النحل والحواته . طافت كل قرى الاقليم الشرقى جمعت الاثار العامه والشخصيه لرجال من التاريخ وجمعت المخطوطات وتم ايداع كل ذلك بالمتحف . وعند افتتاح جامعه كسلا تم مصادره مبانى المتحف ومنحت للجامعه ولا ضرر فى ذلك ولكن اين تفرقت مقتنيات المتحف هل هى محفوظه ام انها توزعت على المنازل ام اها هاجرت خارج السودان . وكنت اتمنى ان تخصص حكومه الولايه منزل حكومى لتجمع فيه ما تبقى من تراث . والامم تقاس بتراثها وحضارتها ونحن لنا حضاره نافست حضاره الفراعنه قبل اكثر من اربعه الف عام . ويكفى ما اكتشفته احدى البعثات الهولنديه عن الحضاره التى كانت تقوم فى جبل التاكا وقد عرضت اثار هذه الحضاره بنادى كسلا (المرحوم ).
وخبر نزل على سمعى كالصاعقه فقد سمعت ان مسرح تاجوج قد تم بيعه لجهه ما تود انشاء محطه وقود بالموقع ( يا ناس حرام عليكم ) انه المسرح الاول والوحيد بكسلا يباع ليصبح طلمبه بنزين وجازولين . هل ذلك من قله الطلمبات ومحطات الوقود ام من قله المواقع الاخرى ام انه تمادى فى قتل كسلا ثقافيا وحضاريا وقتل الابداع المسرحى بها .و مسرح تاجوج تم تشييده فى عهد الرئيس الراحل جعفر محمد نميرى وكان ذلك عام 1973 بمناسبه عيد العلم . وقد شهد الكثير من العروض المسرحيه . وها هو اليوم سوف يلحق بما فات من صروح ثقافيه ... الم اقل لكم ان ولاه الامر لا ينظرون الى مدى اكثر من موقع اقدامهم .
لقد رحلت المكتبات مع اصحابها وها هى كل الصروح الثقافيه تنهار تحت سيوف القتله الذين لا يريدون ثقافه لهذه الامه . اللهم احفظ ضريح السيد الحسن ومسجده من سيوفهم ولك الله يا كسلا .
عبد الله احمد خير السيد
المحامى / كسلا
عبد الله احمد خير السيد خير السيد [kheiralseed77@gmail.com]

ليست هناك تعليقات: