الخميس، 10 مارس 2011

مع الأحداث ... سقوط الأقنعة


مع الأحداث ... سقوط الأقنعة
بقلم / بابكر عيسى :
تاريخ نشر الخبر:الجمعة 11/03/2011

ألم يحن الوقت بعد أن يغادر هذا المهرج الصغير مسرح الأحداث ليترك الشعب يمارس إرادته ويتنسم عبير الحرية ويبني بلداً عانى من الهرطقة والتهريج والمغامرات الطائشة التي بددت مليارات الدولارات في معارك وهمية وفي مجد زائل ظل المهرج يبنيه لنفسه على حساب مقدرات الأمة والشعب الذي يستحق حياة أكرم من هذه التي امتلأت طرقاتها بالمرتزقة وشوارعها بالقتلة وشذاذ الآفاق الذين يوظفهم المهرج الصغير ويتاجر بهم في مواكب التيه والعظمة الجوفاء.
ألم يحن الوقت بعد لرحيل هذا المهرج الصغير ام أن العالم يريد أن يعيش ليرى رواندا أخرى حيث الأشلاء تملأ الطرقات والجثث مكومة في الساحات والجميع يبكي محنة وطن سلطت عليه الأقدار هذا المعتوه الذي لا يهمه كم عدد القتلى وما مقدار الدمار ما دام هو يأمل بالعودة إلى السلطة التي اغتصبها منذ زمان بعيد ويأمل أن تدوم له ولأبنائه المهرجين الجدد.
ألم يحن بعد الوقت ليتخذ العالم قراراً شجاعاً يحظر الطيران فوق ليبيا ليحمي الثوار الذين يعصف بهم جنون العقيد وأن تدمر جميع الدفاعات الأرضية التي يحتمي تحتها في حي العزيزية، وأن تلاحقه لعنة الثوار الذين وصفهم بالجرذان وأن يقبضوا عليه حياً ليقدم إلى محاكمة يشهدها العالم بأسره وأن تنزل عليه يد العدالة وتقتص منه كل الجرائم التي ارتكبها وكل الدماء الطاهرة والزكية التي أزهقها وكل الأموال التي بددها في مغامرات صبيانية وعبثية باسم الثورة التي تحولت إلى ديكتاتورية.
ألم يحن الوقت بعد أن يفيق هذا المهرج من غفوته ومن حالة الحذر والهذيان التي يعيشها ليعرف أن ما يحدث في ليبيا ثورة عظيمة وطاهرة تريد اقتلاع الظلم واشاعة الضياء ودك السجون واطلاق الحريات وصون حقوق الانسان والشروع في بناء وطن تحكمه العدالة ويظله القانون ويتسع لجميع أبناء شعبه وترفرف فوقه رايات العزة والشموخ التي تستحضر أمجاد الآباء والأجداد وسيرة عمر المختار .
ألم يحن الوقت بعد لتتعلم الأمم المتحدة الدرس وأن يعي المجتمع الدولي الكوارث والمحن والأزمات التي تساهل في التصدي لها حتى أصبحت لطخة في جبينه تلاحقه أرواح الشهداء التي أزهقت هدراً على أيدي القتلة والمهرجين والمعتوهين الذين يملكون السلطة والقوة.. ودائماً تكتشف الأمم المتحدة عجزها وقصر نظرها بعد ان ينجلي الغمام عن آلاف الجثث وبعد أن تنتصر الشعوب بأثمان غالية وبتضحيات جسورة ودمار كبير يحيق بكل شيء.
لقد حان الوقت أن يرحل القذافي عن السلطة وأن يقدم إلى المحاكمة وان تخلع عنه كل أقنعة المهرجين التي يرتديها وأن يقف عارياً أمام حقيقة كل الجرائم التي ارتكبها والأموال التي بددها والعمر الذي أضاعه من تاريخ الشعب الليبي الذي صبر طويلاً على الظلم والهوان حتى انطلق في ثورة طاهرة مباركة تهدم المسرح فوق رأس المهرج، ونأمل أن يستمر مد الثورات المباركة لملاحقة كافة المهرجين والمتاجرين بالمبادئ والشعارات حتى يعود الضوء باهراً وقوياً وتعود راية الحرية ترفرف من جديد فوق أوطاننا العريبة.

ليست هناك تعليقات: